والخَلْق عبيدهُ يحولهم كيف يشاء.
﴿يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.
١٤٣ - ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾
أي عدلاً خيارًا، تقول العرب: أنْزِل وسَطَ الوادي، أي: خير موضع فيه (١).
ويقال لرسول الله - ﷺ -: هو أوسط (٢) قُرَيْش نسبًا أي: خَيْرُهُمْ؛ قال الله تعالى: ﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ﴾ (٣) أي: خيرهم وأعدَلُهُم، وأصله هو أن خير الأشياء أوسطها (٤). قال زهير:
هُمُ وَسَطٌ يَرْضَى الأَنَامُ بِحُكْمِهِمْ... إذَا نَزَلَتْ إحْدى الليِالي بِمُعْظَمِ (٥)

(١) في (ت): منه.
(٢) في (ت): زيادة: من.
(٣) القلم: ٢٨.
(٤) "غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٦٢).
(٥) ورد البيت في "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٦٢)، "جامع البيان" للطبري ٢/ ٦، "تفسير القرآن" للسمعاني ٢/ ٨٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ١٥٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ١٤٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٥٩١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ١٥١.
وليس هو في "ديوان زهير بن أبي سلمى" بهذا اللفظ، وإنما الذي في "الديوان" (ص ٨٦):
لِحَيِّ حلالٍ يعصمُ الناسَ أمرُهُمْ... إذا طرقتْ إحدى الليالي بمعظمِ


الصفحة التالية
Icon