١٥٩ - قوله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ﴾
يعني: الرجْمَ والحدود والأحكام والحلال والحرام ﴿وَالْهُدَى﴾ يعني: أمر محمَّد عليه السلام ونَعْتَهُ ﴿مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ﴾ لبني إسرائيل ﴿فِي الْكِتَابِ﴾ في التوراة، نزلت في علماء اليهود ورؤسائهم؛ كتموا صفة محمَّد - ﷺ - وآية الرجم (١) ﴿أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ﴾ أصل اللعن في اللغة: الطرد (٢)، ولعْن الله عز وجل إبليس: طرْده إياه حين قال له: ﴿فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾ (٣).
قال الشماخ وذَكَرَ ماءً وَرَدَهُ:

ذَعَرْتُ بِهِ القَطَا وَنَفَيْت عَنْه مَقَامَ الذئبِ كالرَّجل اللَّعِيْنِ (٤)
وقال النابغة:
فَبِتُّ كأَنَّنِي حَرِجٌ لَعِيْنُ نَفَاهُ النَّاسُ أَوْ دَنِفٌ طَعِيْنُ (٥)
(١) "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ١٧١، "الوسيط" للواحدي ١/ ٢٤٤، "أسباب النزول" (ص ٥٠) للواحدي، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٧٥، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ١٦٥، "العجاب في بيان الأسباب" لابن حجر ١/ ٤١١.
(٢) في (ت): هو الطرد.
(٣) الحجر: ٣٤، (ص ٧٧).
(٤) في (ت): ذكره مع البيت الذي قبله، وهو:
وماءً قد وردتُ لوصْل أروى عليه الطيرُ كالورق اللجينِ
وقد تقدم البيت عند تفسير الآية (٨٨).
(٥) "ديوان النابغة الذبياني" (ص ٢٢٢)، "كتاب العين" للخليل ٢/ ١٥. =


الصفحة التالية
Icon