قال المبرد: زعم بعض النَّاس أن (عند) ها هنا صلة، ومعناه: كل من ربنا (١) ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ﴾: يتعظ، (بما في القرآن) (٢) ﴿إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾: ذوو العقول، ولبُّ كل شيء: خالصه، وخيره (٣).
٨ - (قوله عز وجل) (٤): ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ الآية.
أي: ويقول الراسخون في العلم، كقوله تعالى في آخر السورة: ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (٥).
﴿رَبَّنَا﴾ أي: ويقولون: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ أي: لا تملها عن الحق والهدى، كما أزغت قلوب اليهود والنصارى، والذين في قلوبهم زيغ (٦).
يقال: أزاغ يزيغ إزاغة: إذا أمال، وزاغ يزيغ زيغًا وزيغانًا: إذا
(١) قال ابن عادل الدمشقيُّ في "اللباب" ٥/ ٤١: فإن قيل: ما الفائدة في لفظ (عند) ولو قال: كل من ربنا لحصل المقصود؟ فالجواب: إن الإيمان بالمتشابه يحتاج فيه إلى مزيد من التأكيد.
وانظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٤٠٢.
(٢) من (س)، (ن).
(٣) وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٧٩، "مجمل اللغة" لابن فارس ٣/ ٧٩١ (لب)، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٥/ ١٩٩.
(٤) من (س)، (ن).
(٥) من الآية (١٩١).
وهو الراجح؛ لاتصال الكلام. "التسهيل" لابن جزي ١/ ١٠٠، "جامع البيان" للطبري ٣/ ١٨٦، "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣١٨.
(٦) الظاهر أن المصنف نقلها من كلام مقاتل بن حيَّان، كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٢/ ٦٠٢.
وانظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٤٠٢.
(٢) من (س)، (ن).
(٣) وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٧٩، "مجمل اللغة" لابن فارس ٣/ ٧٩١ (لب)، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٥/ ١٩٩.
(٤) من (س)، (ن).
(٥) من الآية (١٩١).
وهو الراجح؛ لاتصال الكلام. "التسهيل" لابن جزي ١/ ١٠٠، "جامع البيان" للطبري ٣/ ١٨٦، "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣١٨.
(٦) الظاهر أن المصنف نقلها من كلام مقاتل بن حيَّان، كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٢/ ٦٠٢.