١٩ - ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾
يعني: المرتضى الصحيح، نظيره قوله تعالى: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ (١).
وفتح الكسائي ومحمد بن عيسى الأصبهانيُّ ألف (إن)؛ ردًّا على ألف (أن) الأولى في قوله: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ﴾ وشهد (أن الدين عند الله الإسلام) (٢) وكسره الباقون؛ على الابتداء (٣) (٤).
والإسلام: الدخول في السلم، وهو الانقياد والطاعة، يقال: أسلم الرجل، أي: دخل في السلم واستسلم، كقولهم: أشتى وأربع وأقحط وأخصب، أي: دخل فيها (٥).

(١) المائدة: ٣
(٢) "فى الإقناع" لابن الباذش ٢/ ٦١٨: الكسائي
وانظر: "إعراب القرآن الشواذ" للعكبري ١/ ٣٠٩، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٢٨٤.
(٣) انظر: "التبصرة" للقيسيّ (ص ٤٥٦)، "التلخيص في القراءات الثمان" لأبي معشر الطبري (ص ٢٣١)، "التيسير" للداني (ص ٧٣).
(٤) قال مكي بن أبي طالب القيسيّ: ووجه القراءة بالكسر: أنه على الابتداء والاستئناف؛ لأن الكلام تم عند قوله: ﴿الْحَكِيمُ﴾ ثم استأنف، وابتدأ بخبر آخر فكسر (إن) لذلك، وهذا أبلغ في التأكيد، والمدح والثناء، وهو الاختيار؛ لإجماع القرأة عليه؛ ولتمام الكلام قبله؛ ولأنه أبلغ في التأكيد.
انظر: "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ١/ ٣٣٨.
وانظر: "إيضاح الوقف والابتداء" لابن الأنباري (ص ٥٧٢)، "الحجة" لابن زنجلة (ص ١٥٧)، "معاني القرآن" للنحاس ١/ ٣١٩، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٨٨.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١٢/ ٤٥١ (سلم)، "معاني القرآن" للنحاس ١/ ٣٧١، "النكت والعيون" للماوردي ١/ ٣٧٩ - ٣٨٠.


الصفحة التالية
Icon