٢٩ - قوله -عز وجل-: ﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ﴾
يعني: قلوبكم، من مودة الكفار ﴿أَوْ تُبْدُوهُ﴾: من موالاتهم قولًا وفعلًا ﴿يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾.
قال الكلبي: إن تُسرّوا ما في قلوبكم، من أمر رسول الله - ﷺ -، من التكذيب، أو تظهروه، بحربه وقتاله ﴿يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾ ويحفظه عليكم؛ حتَّى يجازيكم به (١) ويعاقبكم عليه ﴿وَيَعْلَمُ﴾: بالرفع، على الاستئناف (٢)، كقوله تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ﴾ الآية، إلى أن قال: ﴿وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ﴾ (٣) بالرفع، وقوله تعالى (٤): ﴿فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ﴾ ثم قال (٥): ﴿وَيُحِقُّ الْحَقَّ﴾ (٦) على الابتداء (٧).
ومعنى الآية: إذا كان لا يخفى عليه شيء ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ ولا (٨)
(٢) وليس منسوخًا على جواب الشرط، لأن علمه بما في السموات وما في الأرض غير متوقف على شرط، فلذلك جيء به مستأنفًا.
انظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ١٤٧، "روح المعاني" للألولسي ١/ ١٢٦.
(٣) التوبة: ١٤.
(٤) من (س)، (ن).
(٥) من (س).
(٦) الشورى: ٢٤.
(٧) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٠٦.
(٨) من (س).