يريد: بعض الشر أهون من كله (١).
وقرأ إبراهيم (٢) النخعيُّ: (حَرُمَ) مثل كَرُم (٣) -أي: صار حرامًا (٤).
﴿وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ يعني: ما ذكرناه من الآيات، وإنما وحَّدها (٥)، لأنها كلها جنس واحد في الدلالة على الرسالة (٦).
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾.
٥١ - ﴿إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٥١)﴾.
٥٢ - قوله عز وجل: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ﴾

(١) أوردت بعض الكتب البيت مستشهدًا به على أن البعض يقوم مقام الكل إذا دلّت قرينة على ذلك، والشاهد من البيت قوله: بعض الشر أهون من بعض. أي: أهون من كل الشر.
انظر: "همع الهوامع" للسيوطي ١/ ١٩٠، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٩٤.
(٢) من (س)، (ن).
(٣) في "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٢٠) عن إبراهيم ويحيى: (حَرُم) بفتح الحاء وضم الراء، وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٩٦، "البحر المحيط" ٢/ ٤٦٨.
(٤) قال السمين الحلبي في "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ١١٠: إبراهيم... نسب الفعل إليه؛ مجازًا؛ للعلم بأن المحرّم هو الله تعالى.
وانظر: "اللباب" لابن عادل الدِّمشقيّ ٥/ ٢٥٤، "روح المعاني" للألوسي ٣/ ١٧٢.
(٥) ورد في الأصل، (ن): وحّد. والمثبت من (س).
(٦) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ٤١، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٣٩٣، "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٢٧٠.


الصفحة التالية
Icon