ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا" (١).
٦٢ - قال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا﴾:
الذي أوحينا إليك ﴿لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
٦٣ - قوله- عز وجل ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾:
أعرضوا عن الإيمان ﴿فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ﴾: الذين يعبدون غير الله، ويدعون الناس إلى عبادة غير الله (٢).
٦٤ - قوله - عز وجل-: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾.
قال المفسرون: قدم وقد نجران المدينة، فالتقوا مع اليهود، فاختصموا في إبراهيم عليه السلام، فأتوا النبي - ﷺ - فقالوا: يا محمَّد، إنا اختلفنا في إبراهيم ودينه، فزعمت النصارى أنه كان نصرانيًّا وأنهم على دينه وأولى الناس به. وقالت اليهود: بل كان يهوديًّا وأنهم

(١) تقدّم في أول السورة تخريج قصة وفادة أهل نجران على النبي - ﷺ -.
انظر: "دلائل النبوة" لأبي نعيم ١/ ٢٥٨، ٢٥٩، "جامع البيان" للطبري ٣/ ٢٩٩ - ٣٠٠، "سنن أبي داود" كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في أخذ الجزية ٢/ ٣٧٥ (٣٠٤١).
(٢) انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٣/ ٧٣، "روح المعاني" للألوسي ٣/ ١٩١، "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٤٨٢، "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٢٧٥.


الصفحة التالية
Icon