﴿وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾
١١٣ - قوله- عز وجل ﴿لَيْسُوا سَوَاءً﴾ [الآية] (١).
قال ابن عباس ومقاتل (٢): لمّا أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية (٣) وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد، ومن أسلم من اليهود، قالت أحبار اليهود: ما آمن بمحمد إلا شرارنا ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم، وقالوا لهم: لقد خسرتم حين استبدلتم بدينكم دينًا غيره، فأنزل الله عز وجل: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً﴾ (٤).
و﴿سَوَاءً﴾ يقتضي شيئين اثنين فصاعدًا، واختلفوا في وجه هذِه الآية، فقال قوم: في الكلام اختصار وحذف، تقديره: ليسوا سواء ﴿مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾ وأخرى غير قائمة، فترك ذكر الأخرى

= دل دليل عليه لحذفت الموصول مع صلته.
انظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٥٦١.
(١) من (س)، (ن).
(٢) مقاتل بن سليمان الخراسانيّ. وينظر قوله في "تفسيره" ١/ ٢٩٦ نحوه.
(٣) مطموس في الأصل والمثبت من (س)، (ن).
(٤) التخريج:
أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٥٢ من طريق محمَّد بن إسحاق قال: حدثني محمَّد بن أبي محمَّد عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوه، وذكره ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ٥٥٧ عن محمَّد بن إسحاق بنحوه ولم يجاوزه.
وانظر: "الإتقان" للسيوطي ٢/ ٢٤٢.


الصفحة التالية
Icon