١٨٢ - قوله -عز وجل-: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (١٨٢)﴾
فيعذب بغير ذنب.
١٨٣ - قوله -عز وجل-: ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا﴾ الآية.
قال الكلبي: نزلت في كعب بن الأشرف، ومالك بن الصيف، ووهب بن يهوذا وزيد بن التابوه (١)، وفنحاص بن عازورا، وحيي بن أخطب، أتوا النبي - ﷺ -، فقالوا: يا محمد تزعم أن الله بعثك إلينا رسولا، وأنزل عليك كتابًا، كان الله قد عهد إلينا في التوراة: أن لا نؤمن لرسول يزعم أنه جاء من عند الله، حتى يأتينا بقربان تأكله النار، فمان جئتنا به صدقناك، فأنزل الله -عز وجل-: ﴿الَّذِينَ قَالُوا﴾ (٢) يعني: وسمع الله الذين قالوا، ومحل ﴿الَّذِينَ﴾: خفض ردًّا على ﴿الَّذِينَ﴾ الأول (٣).
﴿إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا﴾ أي: أمرنا وأوصانا في كتبه على ألسنة رسله

(١) في (س): (التابوت).
(٢) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ٢٩٥ عن الكلبي، والكلبي متهم لم يسنده ممن سمع.
(٣) ورد في الهامش من الأصل قوله: قال الزجاج: ﴿الَّذِينَ﴾ نعت للعبيد، وقال غيره: يجوز أن تكون رفعًا بالابتداء، ويجوز أن تكون بدلًا من ﴿الَّذِينَ﴾ في قوله: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا﴾ "مطالع". انتهى.
وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٩٤ نحوه، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٢٣.
قال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٣٠٩: وهذا مفسد للمعنى والوصف.


الصفحة التالية
Icon