وإضافةً إلى الذهبي قام أَيضًا بعض المعاصرين بذم الكتاب ونقده، والتزهيد فيه، والحط من قدره (١).
والحق أنَّه لا ينبغي إهدار ما في الكتاب من الفوائد الجمَّة، والمنافع العظيمة من أَجل صنيعٍ لم ينفرد الثعلبي به، بل شاركه معظم المفسرين الذين طُبعت كتبهم، واستفاد منها النَّاس، ولم يلحقها من الذم والنقد ما لحق "تفسير الثعلبي" رغم أنَّ جُلَّهم قد استفاد منه، ونقل عنه واقتبس منه، ورغم أن الثعلبي تميز عليهم بالإسناد، مثل الزمخشري، والقرطبي، وأبي حيان، وغيرهم (٢).
ولذلك عندما تقرأ عبارات العلماء المتقدمين الذين هم أقرب إلى الكتاب ومؤلفه وأبصر به ترى البون شاسعًا بين عبارتهم المتأنية الموضوعية، وبين عبارات بعض المتأخرين التي تتَّسم بالتعميم والعجلة.
فهذا عبد الغافر الفارسيّ بلديُّ الثعلبي يقول عن الثعلبي وتفسيره "الكشف والبيان": صاحب التصانيف الجليلة من التفسير الحاوي لأنواع الفوائد من المعاني والإشارات وكلمات أرباب الحقائق
(٢) راجع ما قيل عن أهمية الكتاب، واستفادة العلماء منه، ونقلهم عنه، في أول هذا المبحث.