٧٢ - قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ﴾.
قال بعضهم: نزلت هذه الآية في المؤمنين (١)، لأن الله تعالى خاطبهم بقوله: ﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ﴾ وقد فرق الله تعالى بين المؤمنين والمنافقين بقوله: ﴿مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ﴾ (٢).
وقال أكثر المفسرين (٣): إنها نزلت في المنافقين، وإنما جمع بينهم في الخطاب؛ من جهة الجنس والنسب، لا من جهة الإيمان، ﴿لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ﴾ أي: ليتثاقلن، وليتخلفن عن الجهاد والغزو، وقيل: معناه: ليخلفن غيره، وهو عبد الله بن أبي المنافق، وإنما دخلت (اللام) في (من) لمكان (إن)، كما يقال: إن فيها لأخاك، واللام في: ﴿لَيُبَطِّئَنَّ﴾ لام قسم (٤)، وهي صلة ﴿لَمَنْ﴾ على إضمار شبيه

= سبب، وهو من القدر، والأخذ به مشروع، كما أمر الرسول - ﷺ - عباد الله أن يتداووا؛ ليدفعوا قدر الله بقدر الله، وكما امتنع عمر رضي الله عنه من دخول الشام لما علم أن بها الطاعون، فقيل له: أتفر من قدر الله؟ فقال: نفر من قدر الله إلى قدر الله.
انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٣/ ٢٧٤.
فنفي الحذر مطلقًا، وهو من الأسباب المشروعة، غير سديد، والله أعلم.
انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٢/ ١٣٠، ونسبه للماوردي.
(١) المجادلة: ١٤.
(٢) في (م)، (ت): أهل التفسير، وهو قول ابن عباس، وابن جريج، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد. انظر: "جامع البيان" للطبري ٥/ ١٦٥ - ١٦٦، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٣/ ٩٩٩، "زاد المسير" لابن الجوزي ٢/ ١٣٠.
(٣) قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٥/ ٢٧٦: وهو الصحيح، إن شاء الله.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٧٥ - ٢٧٦.


الصفحة التالية
Icon