قلت: لولا السنة لأمكن أن يقال: إن الآية نزلت في الكفار، لقوله في سياق الآية: ﴿وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ ومن لم يكن له في القيامة نصير ولا ولي كان كافرًا، لأن الله تعالى قد ضمن نصرة المؤمنين في الدارين، بقوله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١)﴾ (١)، ولكن الخطاب متى ورد مجملا، وبين الرسول كان الحكم لبيانه - ﷺ -، إذ البيان إليه، قال الله تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ (٢).
ثم بين الله تعالى فضل المؤمنين على مخالفيهم فقال:
١٢٤ - ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (١٢٤)﴾
وهو النقرة التي تكون في ظهر النواة.
وروى سفيان (٣)، عن الأعمش (٤)، عن أبي الضحى (٥)، عن مسروق (٦) قال: لما نزلت هذه الآية {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ
(١) غافر: ٥١.
(٢) النحل: ٤٤.
(٣) الثوري، ثقة، حجة، حافظ، إمام، كان ربما دلس.
(٤) ثقة، حافظ، لكنه مدلس.
(٥) مسلم بن صبيح، ثقة.
(٦) ابن الأجدع، ثقة.