هذه الآية، رخصة في أن يشكوا، والضيافة ثلاثة أيام، وما فوق ذلك فهو صدقة.
وقوله: ﴿مَنْ ظُلِمْ﴾ من في محل النصب على الاستثناء، على الآنقطاع من الأول، وإن شئت جعلت من رفعًا، فيكون المعنى: لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلَّا المظلوم (١).
وقرئ: (إلَّا من ظَلَمْ) (٢) بفتح الظاء واللام، على معنى: لكن الظالم اجهروا له بالسوء من القول، ويكون موضعه النصب فقط، على الاستثناء، وهو وجه حسن (٣).
١٤٩ - قوله: ﴿إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا﴾
يعني: حسنة، فيعمل بها كتبت له عشرًا، وإن هم بها ولم يعملها كتبت له حسنة واحدة، وهو قوله: ﴿أَوْ تُخْفُوهُ﴾، وقيل: الخير هاهنا: المال، ومعناه: إن تبدوا الصدقة، والمعروف، أو تتصدقوا سرًّا (٤)،

= ١/ ١٧٦، والطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢، والفريابي، وعبد بن حميد، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ٤٢٠.
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٩٣، ويجوز أن يكون الاستثناء متصلًا، على تقدير حذف مضاف أي: إلَّا جهر من ظلم.
انظر: "إعراب القرآن" للدرويش ٢/ ٣٦٦.
(٢) وهي قراءة شاذة. انظر: "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٠٣، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٢٩ - ٣٠).
(٣) ذكره الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ١٢٦، وقال: لا أعلم النحويين ذكروه.
(٤) انظر: "الوسيط" للواحدي ٢/ ١٣٥، ونسبه لابن عباس، وكذا في "زاد المسير" للسيوطي ٢/ ٢٣٩.


الصفحة التالية
Icon