وقال الربيع: هم النصارى وحدها (١)، وذلك راجع إلى فرق النصارى النسطورية، واليعقوبية، والملكية، بعضهم عدو، ﴿وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ في الآخرة، ويجازيهم به، وهذا وعيد من الله لهم.
١٥ - قوله: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ (٢)
التوراة والإنجيل، مثل صفة محمد، وآية الرجم، ﴿وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ويترك أخذكم بكثير مما تخفون، ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ﴾ يعني: محمدًا - ﷺ -، ﴿وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ وبين، وقيل: مبين، وهو القرآن.
١٦ - ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ﴾
قرأ مجاهد، وعبيد بن عمير، ومسلم بن جندب (بهُ الله) بضم الهاء على الأصل (٣)، لأن أصل الهاء الضمة، وقرأ الآخرون بكسر الهاء، إتباعًا للياء، ﴿مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ﴾ رضاه، ومعنى رضى الله بالشيء قبوله له ومدحه، وإثابته عليه، وهو خلاف السخط، والغضب.
﴿سُبُلَ السَّلَامِ﴾ طرق السلام، وهو الله تعالى، وسبيله دينه الَّذي
(٢) في (ت): ﴿رَسُولُنَا﴾: محمد.
وقرأ بها ابن محيصن، وهي شاذة.
(٣) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ١/ ٥٣٢.