وسُجَّد، وغُزى، وقرأ عبيد بن عمير: (وأَعْبُدَ الطاغوت) (١)، مثل كلب وأكلب.
﴿أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ فلما نزلت هذِه الآية عير المسلمون اليهود، وقالوا: يا إخوان القردة والخنازير، فسكتوا، وافتضحوا وفيهم يقول الشاعر (٢):

فلعنة الله على اليهودِ إن اليهود إخوة القرودِ
٦١ - ﴿وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (٦١)﴾
هؤلاء هم المنافقون، قاله المفسرون.
وقال ابن زيد: هؤلاء الذين قالوا ﴿آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ﴾ (٣) (٤) وهذا التأويل أليق بظاهر التنزيل، لأن هذِه الآيات نزلت في اليهود ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ﴾ من صفة محمد، ونعته (٥).
(١) ذكرها أبو حيان في "البحر المحيط" ٣/ ٥٣٠، وقد أوصل صاحب "الدر المصون" السمين الحلبي ٤/ ٣٢٧ - ٣٣٨ الأوجه إلى أربعة وعشرين وجهًا، مع أن الثابت منها هو قراءتان فقط، كما سبق.
(٢) لم أعرف القائل، ولم أجد بيته بعد البحث عنه.
(٣) آل عمران: ٧٢.
(٤) أخرج قوله الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٩٧.
(٥) من (ت).


الصفحة التالية
Icon