﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾ رد الكناية إلى الرجس ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
٩١ - ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ﴾
يلقي ﴿بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ﴾ كما فعل بالأنصاري الذي شج سعد بن أبي وقَّاص بلحي الجمل (١) ﴿وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ﴾ كما فعل بأضياف عبد الرَّحْمَن بن عوف (٢)، ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ أي: انتهوا، لفظه استفهام، ومعناه أمر، كقوله عز وجل: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ﴾ (٣).
٩٢ - ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا﴾
المحارم والمناهي ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ﴾ عن ذلك ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ فأما التوفيق والخذلان، والثواب والعقاب إلى الله سبحانه. فلما نزل تحريم الخمر والميسر، قالت الصَّحَابَة: يَا رسول الله، فكيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر، ويأكلون مال الميسر؟ فأنزل الله عز وجل (٤) قوله:
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٣٦٢ - ٣٦٣ عند قوله تعالى ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ﴾.
(٣) الأنبياء: ٨٠.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٣٨ من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، بلفظ المصنف، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٢٠١، وابن مردويه، وابن المنذر، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ٥٦٦.