وقال الشاعر (١):

وأقلقني قتل الكنانيِّ بعدهُ وكادت بي الأرضُ الفضاء تميدُ
وقال أهل البصرة: هي فاعلة بمعنى المفعول، أي: ميد بالآكلين إليها، كقوله تعالى: ﴿عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾ (٢) أي: مرضية (٣)، قال عيسى مجيبًا لهم: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ فلا تشكوا في قدرته، وقيل: اتقوا الله أن تسألوه شيئًا لم تسأله الأمم قبلكم (٤).
١١٣ - ﴿قَالُوا﴾ إنما سألنا لأنا ﴿نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا﴾
فنستيقن قدرته ﴿وَتَطْمَئِنَّ﴾ وتسكن ﴿قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا﴾ بأنك رسول الله، ﴿وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ لله بالوحدانية، والقدرة، ولك بالنبوة والرسالة.
وقيل: ونكون عليها من الشاهدين لك عند بني إسرائيل، إذا رجعنا إليهم (٥).
١١٤ - فـ ﴿قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾
عند ذلك ﴿اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ﴾ حال رد إلى
(١) البيت لليزيدي، صاحب الكسائي، ضمن قصيدة يرثيه بها، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" ٢/ ١٨١، ١١/ ٤١٣. وفيها: موت الكسائي بدل: قتل الكناني.
(٢) القارعة: ٧.
(٣) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ١٨٢.
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٤٦، والبغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ١١٧.
(٥) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ١١٨.


الصفحة التالية
Icon