٢٨ - ﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ﴾: ظهر ﴿مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ﴾:
يُسِرُّون في الدنيا من كفرهم ومعاصيهم.
وقال أبو روق: هو أنهم قالوا: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾: فذلك إخفاؤهم ﴿مِنْ قَبْلُ﴾: فأنطق الله جوارحهم، فشهدت عليهم بما كتموا، فذلك قوله: ﴿بَدَا لَهُمْ﴾ (١).
وهذا أعجب إليَّ من القول الأول؛ لأنهم كانوا لا يخفون كفرهم في الدنيا، إلاَّ أن يجعل الآية في المنافقين.
وقال المبرد: معناه ﴿بَدَا لَهُمْ﴾: جزاء (٢) ﴿مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ﴾.
وقال النضر بن شميل: معناه: بل بدا عنهم (٣).
ثم قال: ﴿وَلَوْ رُدُّوا﴾: إلى الدنيا ﴿لَعَادُوا لِمَا﴾ يعني (٤): إلى ما ﴿نُهُوا عَنْهُ﴾ من الكفر ﴿وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾: في قولهم: لو رُدِدْنَا إلى الدنيا لم نكذِّب بآيات ربِّنا، وكُنَّا من المؤمنين.
٢٩ - ﴿وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا﴾.
كان عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول: هذا من قولهم، لو رُدُّوا

(١) "التفسير الكبير" للرازي ١٢/ ١٩٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٦/ ٤١٠، "الوسيط" للواحدي ٣/ ٢٦٣، بدون نسبة.
(٢) "معالم التنزيل" للبغوي ٣/ ١٣٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ٣/ ٢٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٦/ ٤١٠.
(٣) "معالم التنزيل" للبغوي ٣/ ١٣٨.
(٤) من (ت).


الصفحة التالية
Icon