والجواب الرابع (١):
أن في الآية اختصارًا وإضمارًا (٢)، ومعناها قال: يقولون: هذا ربي (٣)، كقوله: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا﴾ (٤) أي: ويقولان: ربنا تقبَّل منا.
﴿فَلَمَّا أَفَلَ﴾: غاب وزال ﴿قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴾: ربًّا لا يدوم.
٧٧ - ﴿فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا﴾:
طالعًا ﴿قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾: عن الهدى.
٧٨ - ﴿فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ﴾.
قال محمد بن مقاتل الرازي: إنما قال: ﴿هَذَا﴾ ولم يقل: هذِه؛ لأنه رأى ضوء الشمس، ولم يرَ عين الشمس، فرده إلى الشعاع (٥).
وقال الأخفش: أراد هذا الطالع ربي، أو هذا الذي أراه ربي (٦)،

(١) "معالم التنزيل" ٣/ ١٦٢. وجوزه النحاس في "معاني القرآن" ٢/ ٤٥١، وردَّه أبو حيان، فقال: وتوضيح فساده مما يظهر عليه من سمات الحدوث، ولا يحتاج هذا إلى الإضمار. "البحر المحيط" ٤/ ١٧٢
(٢) في (ت): إضمار واختصار.
(٣) في (ت): معناه، وقال: يقولون: هذا ربي. ولعله خطأ من الناسخ.
(٤) البقرة: ١٢٧.
(٥) "زاد المسير" ٣/ ٧٥.
(٦) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٢٥١.


الصفحة التالية
Icon