وقوله: ﴿تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ﴾: أي: دفاتر وكتبًا، جمع قرطاس، أي: تفرقونها، وتكتبونها في دفاتر مقطعة، حتى لا تكون مجموعة؛ لتخفوا منها ما شئتم، ولا يشعر بها العوام.
﴿تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا﴾: من ذكر محمد وآية الرجم ونحوهما مما كتموه.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (يَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ يُبْدُونَهَا وَيُخْفُونَ كَثِيرًا) كلها بالياء على الإخبار عنهم (١)، وقرأ الباقون: بالتاء على الخطاب.
ودليلهم قوله فيما قبله: ﴿قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ﴾.
وفيما بعده: ﴿وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ﴾: فإن أجابوك، وإلَّا فقُل أنت: الله فعل ذلك ﴿ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾: حال، وليس بجواب الأمر، تقديره: ذرهم في خوضهم لاعبين.
٩٢ - قوله (٢): ﴿وَهَذَا كِتَابٌ﴾
يعني: القرآن ﴿أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ﴾ أي: وهذا كتاب مبارك أنزلناه ﴿مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ﴾: يا محمد.
وقرأ عاصم: بالياء (٣)، يعني: (وَييُنذِر): الكتاب.
﴿أُمَّ الْقُرَى﴾: يعني: مكة، سمَّاها أم القرى؛ لأن الأرض دحيت

(١) "السبعة" (ص ٢٦٢)، "التيسير" (ص ٧٨).
(٢) ليست في (ت).
(٣) عاصم من رواية أبي بكر وحده. انظر المرجعين السابقيْن.


الصفحة التالية
Icon