وقال أهل المعاني: لم يكن من الجن رسول، وإنما الرسل من الإنس خاصة، وهذا كقوله تعالى (١): ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (٢٢)﴾ (٢): وإنما يخرج من الملح دون العذب (٣)، وقوله: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾: (٤) وهي أيام العشر، وإنما الذبح في يوم واحد من العشر، وهو يوم النحر، وقوله (٥): ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا﴾ (٦) وإنما هو في سماء واحدة (٧).
﴿قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا﴾: أقروا (٨) ﴿عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴾.
١٣١ - ﴿ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ﴾:
أي: بشرك مَن أشرك ﴿وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ﴾: حتى يبعث إليهم رسلاً تنذرهم.
وقيل: معناه: لم يكن ليهلكهم دون التنبيه والتذكير بالرسل والآيات، فيكون قد ظلمهم (٩).
(٢) الرحمن: ٢٢.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١١٥، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ٢/ ٢٩٢.
(٤) الحج: ٢٨.
(٥) من (ت).
(٦) نوح: ١٦.
(٧) في (ت): واحد.
(٨) في (ت): وأقروا.
(٩) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٣٧، "معالم التنزيل" ٣/ ١٩٠.