١٩ - قوله تعالى: ﴿وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾.
٢٠ - ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا﴾
يعني: إليهما، ومعناه فحدث إليهما ﴿الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا﴾ يعني ليظهر لهما ما غُطي وستر عنهما من سوءاتهما، قال وهب: كان عليهما نور لا يُرى عورتهما (١). ثُمَّ (٢) بين الوسوسة فقال: ﴿وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا﴾ يا آدم وحواء ﴿عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا﴾ يعني لئلا تكونا وكراهيّة أن تكونا ﴿مَلَكَيْنِ﴾ من الملائكة تعلَمان الخير والشر.
قرأ ابن عباس - رضي الله عنهما - والضحاك ويحيى بن أبي كثير: (مَلِكَيْنِ)، بكسر اللام من المُلْكِ (٣)، أخذوها من قوله تعالى: ﴿هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾ (٤) ﴿أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾ من الباقين الذين لا يموتون.
أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٤٠ عنه، وفيه: لا تُرى سواءتهما.
(٢) من (ت).
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٤٠ عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، ويحيى بن أبي كثير، وذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٢٠ ولم ينسبه، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ١٧٨ عنهما وعن الضحاك، وهي: قراءة شاذة، انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خَالَويْه (ص ٤٨).
(٤) طه: ١٢٠