٨٠ - قوله -عز وجل-: ﴿وَلُوطًا﴾
يعني وأرسلنا لوطًا، وقيل معناه: واذكر لوطًا، وهو لوط بن هاران ابن تارخ بن أخي (١) إبراهيم عليهما السلام (٢) ﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ﴾ وهم أهل سَدُوم (٣)، وذلك أنّ لوطًا شخص من أرض بَابِل (٤) مع عمّه إبراهيم -عليه السلام- مؤمنًا به مهاجرًا معه إلى الشام، فنزل إبراهيم -عليه السلام- فلسطين، (وأنزل ابن أخيه) (٥) لوطًا -عليه السلام- الأردن فأرسله الله إلى أهل سدوم فقال لهم: ﴿أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ﴾ (يعني: إتيان الذكران) (٦) ﴿مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ قال عمرو بن دينار: ما نزا ذكر على ذكر في الدنيا حتّى كان قوم لوط (٧).
٨١ - ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ﴾
(الفاحشة أي تأتون) (٨) ﴿الرِّجَالَ﴾ في أدبارهم {شَهْوَةً مِنْ دُون
(٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٥٤.
(٣) سَدُوم: أعظم مدينة من مدائن قوم لوط، على مقربة من الطرف الجنوبي للبحر الميت، جنوب الأردن حاليًا.
انظر: "الروض المعطار" للحِمْيَري ١/ ٣٠٨.
(٤) بَابِل: هِي مدِينة العِراقِ العظِيمة، وقد اندثرت بابِلُ، وآثارها ما زالت باقِية، تقع آثار بابِل بين النهرينِ، وهِي إلى الفُرَاتِ أقرب، فِي الجنوبِ مِن بغداد.
انظر: "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص ٣٩)
(٥) في الأصل: نزل. وما أثبته من (ت) و (س).
(٦) من (ت).
(٧) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢٣٤ عنه بنحوه.
(٨) من (س).