وخُشُبا طُوالا فإذا هي حيّات كأمثال الجبال، قد ملأت الوادي من ذلك يركب بعضها بعضًا (١).
١١٧ - ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ﴾
فألقاها ﴿فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ﴾ تبتلع، ومَنْ قرأ (تلْقَف) ساكنة اللام خفيفة القاف، فهو من لَقِفَ يلقف (٢)، ودليله قراءة سعيد بن جبير: (تَلْقَم) من لَقِم يَلْقم (٣)، ﴿مَا يَأْفِكُونَ﴾ ما يَكذِبون، وقيل: يقلبون ويزوّرون على الناس، فأكلت سحرهم كله (٤).
فقالت السحرة: لو كان هذا سحرًا لبقت حبالنا وعصينا (٥)، فذلك قوله تعالى:
١١٨ - ﴿فَوَقَعَ﴾ فظهر ﴿الْحَقُّ﴾
قال النضر بن شميل: فوقع الحق أي: فَزعَهم، وصدّعهم كوقع المِيقَعة (٦) ﴿وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ من السحر.

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢٠ عن ابن إسحاق.
(٢) ذكره ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٢٠٣ من قراءة حفص.
(٣) ذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٦٣ وهي قراءة شاذة.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢١ عن قتادة مختصرا.
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢١ عن ابن إسحاق.
(٦) لم أجده. والمِيقَعةُ: المِطْرقةُ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٤٠٢ (وقع).


الصفحة التالية
Icon