قال الراجز (١):

تَسَمعُ للجُزع إذا اسْتُحيرا للماء في أجوافها خريرًا (٢)
أي من أجل الجرع.
١٥٥ - قوله -عز وجل-: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ﴾
أي: من قومه، فلمّا نزع حرف الصفة نصب. كقول الفرزدق:
وَمِنَّا الذِي [اخْتِيرَ] الرِّجالَ سَماحَةً وَجُودًا إِذا هَبَّ الرِّياحُ الزَّعازعُ (٣)
أي من الرجال.
وقال الآخر (٤):
(١) رؤبة بن العجاج انظر: "أدب الكاتب" لابن قتيبة (ص ٤١٤).
(٢) يصف إبلا وردت الماء، والجرع: بلع الماء، واستحير: إحارته أدخلته في أجوافها، وخرير الماء: صوته.
انظر: "شرح أدب الكاتب" للجواليقي (ص ٢٧٤)
(٣) في الأصل: اختار. وما أثبته من (ت)، وهو موافق لما في المصادر.
والبيت مطلع قصيدة ناقض بها جريرا، وأرد بقوله: ومنا الذي اختير، أباه غالبًا، وكان جوادًا، والزعازع: جمع زعزع كجعفر، وهي الريح التي تهب بشدة. وعنى بذلك الشتاء، وفيه تقل الألبان، وتعدم الأزواد، ويبخل الجواد، فيقول: هو جواد في مثل هذا الوقت الذي يقل فيه الجود.
انظر: "ديوانه" ١/ ٧١، "الكامل في اللغة والأدب" للمبرد ١/ ٨٣، "خزانة الأدب" للبغدادي ٩/ ١١٣.
(٤) هو: الراعي الشاعر، واسمه عبيد بن حصين.
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ٤٤٩.


الصفحة التالية
Icon