٦٧ - قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى﴾ الآية
روى الأعمش (١) عن عمرو بن مرة (٢) عن أبي عبيدة (٣) عن عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه - (٤) قال: لما كان يوم بدر وجيء بالأسرى، قال رسول الله - ﷺ -: ما تقولون في هؤلاء؟ فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأنهم (٥)، لعلّ الله يتوب عليهم، وخذ منهم فدية تكون لنا قوة على الكفار، وقال عمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله كذبوك وأخرجوك، قدّمهم فاضرب أعناقهم! ومكِّن عليًا من عقيل فيضرب عنقه، ومكّني من فلان نسيب لعمر فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر، قال عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -: يا رسول الله انظر واديًا كثير الحطب فأدخلهم فيه، ثم أضرمه عليهم نارًا، فقال العباس: قَطَعَتْك رَحِمُك، فسكت عنهم (٦) رسول الله - ﷺ - (فلم يجبهم) (٧)، ثم قام فدخل. فقال ناس: يأخذ (٨) يقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ يقول
(٢) أبو عبد الله الكوفي الأعمى، ثقة عابد، كان لا يدلس، ورمي بالإرجاء.
(٣) الهذلي، ثقة.
(٤) الصحابي المشهور.
(٥) في الأصل: واستأثرهم. وما أثبته من (س)، وهو موافق لما المصدر. قال محمود شاكر في حاشية "جامع البيان" للطبري ١٤/ ٦١: من الأناة، يقال: أستانى بالشيء، ترفق به، وأخره... الخ.
(٦) من (ت).
(٧) من (ت).
(٨) وفي الأصل: نأخذ. وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصدر.