وقال الحسن: فتربصوا مواعيد الشيطان إنا معكم متربصون مواعيد الله؛ من إظهار دينه واستئصال من خالفه (١). وكان الشيطان يمني المنافقين موت النبي - ﷺ -.
٥٣ - قوله تعالى: ﴿قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا﴾
نزلت في جدِّ بن قيس حين استأذن النبي - ﷺ - في القعود عن الغزو وقال: هذا مالي أعينك به (٢).
وظاهر الآية أمر، ومعناه خبر وجزاء (٣)، تقديرها: إن أنفقتم طوعًا أو كرهًا ﴿لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ﴾ فليس بمقبول منكم، كقوله ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِر﴾ (٤) الآية.

(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٥٨، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ٥٣.
(٢) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤٤٦ وعزاه لابن جرير.
وهو في "جامع البيان" ١٠/ ١٥٢ من طريق حجاج، عن ابن جريج، عن ابن عباس.. بنحوه.
وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٥٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ١٦٠.
(٣) انظر هذا المعنى في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٤١، "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ٤٥٣، "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٥٢، وجاء عند الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٤٥٣، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٥٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ١٦٠: ومعناه الشرط والجزاء. قال الهمداني في "إعراب القرآن" له ٢/ ٤٧٩ بعد حكايته القولين في معنى الأمر هنا، أنه بمعنى الخبر، والآخر أن معناه الشرط والجزاء، قال: وهذا قريب من هذا؛ لأن معناه الخبر الذي تدخل فيه إن التي للجزاء.
(٤) التوبة: ٨٠.


الصفحة التالية
Icon