١٢٣ - قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ﴾
أمروا بقتال الأقرب فالأقرب إليهم في الدار والنسب.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: مثل قريظة والنضير وخيبر وفدك ونحوها (١).
وقيل (٢): أراد بهم الروم لأنهم كانوا سكان الشام يومئذ، والشام كانت أقرب إلى المدينة من العراق.
وكان الحسن إذا سئل عن قتال الروم والترك والديلم تلا هذِه الآية (٣).
﴿وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ شدة وحمية (٤).
وقال الضحاك: عنفًا، وقال الحسن: صبرًا على جهادهم (٥).
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ بالعون والنصر.
١٢٤ - قوله تعالى ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ﴾.
يعني المنافقين ﴿مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ﴾ قراءة العامة برفع الياء لمكان الهاء.

(١) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٥١٨.
(٢) قاله الطبري كما في "جامع البيان" ١١/ ٧١ بنصّه.
(٣) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٥٢٣ وعزاه لابن جرير وأبي الشيخ.
وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٧١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩١٣ من طريق الربيع، عن الحسن. به. وليس فيه (الترك).
(٤) انظره وما بعده في "الوسيط" للواحدي ٢/ ٥٣٥، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١١٤.
(٥) وهذِه معانٍ متقاربة، قال أبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١١٨: والغلظة: تجمع الجرأة والصبر على القتال وشدة العداوة.


الصفحة التالية
Icon