حيث ذكر من أدلتهم حديث عبد الله بن شداد، عن جابر مرفوعًا:
"من صلى خلف إمام كانت قراءة الإمام له قراءة".
وأعل الثعلبي هذا الحديث بعلتين:
الأولى: الإرسال. والثانية: ضعف إسناده، لأنَّ فيه راويين لا يُدرى مَن هما.
ثم ذكر -من أدلتهم- حديث جابر الجعفي عن أبي الزبير عن جابر ابن عبد الله -رضي الله عنه-مرفوعًا: "من كان له إمام فقراءته له قراءة".
وأعلَّه بأمرين:
الأول: بجابر الجعفي. حيث ذكر أقوال العلماء في تضعيفه، ثم قال: ولا خلاف بين أهل النقل في سقوط الاحتجاج بحديثه.
الثاني: أنَّه قد رُوي عن جابر ما يخالف هذِه الأخبار، ثم روى ذلك، قال: ومحالٌ أن يروي جابر بن عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قراءة الإمام قراءة للمأموم ثم يقرأ خلف الإمام ويأمر به مخالفةً للنبي - ﷺ -.
ثم ذكر بقية أدلتهم واحدًا تلو الآخر، ناقدًا وموجهًا.
ومن الأمثلة الأخرى على تعليله لكثير من الأحاديث التي ذكرها:
- عند قوله: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا﴾ [البقرة: ١٧٧] أورد قول ابن مسعود في فضل النفقة: أن تؤتيه وأنت.. ، ثم قال: ورفعه بعضهم.
- عند قوله ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ [البقرة: ٢١٠] أسند عن ابن عباس أثرًا في معنى الآية. ثم قال: ورفعه بعضهم،