وقال ابن أبي ليلي: هذا بَعْدَ نَظَرِهِم إلى ربهم (١).
﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
٢٧ - قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا﴾.
يجوز أن يكون الجزاء مرفوعًا بإضمارٍ، أي: لهم جزاء؛ كقوله ﴿فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ﴾ (٢)، أي فعليه ذلك، ويجوز أن يكون مرفوعًا بالباء (٣) في قوله بمثلها (٤)، وبجوز أن يكون ابتداء وخبره بمثلها؛ أي: مثلها، والباء فيه زيادة، كقولهم: بحسبك قول السوء (٥).
﴿وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ﴾ من عذاب الله ﴿مِنْ عَاصِمٍ﴾؛ أي:

(١) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٥٤٩ لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والدارقطني.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ١٢/ ٣٠٦ (٣٥٩٦٤)، والطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٠٩، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٤٦ من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي... به.
(٢) البقرة: ١٩٦.
(٣) في الأصل: في الباء، والمثبت من (ت).
(٤) ذكر هذين الوجهين الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٦١، وعنه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٠٩، والواحدي في "البسيط" وقد بسط الكلام في إعرابها.
قال الفراء: (والأول أعجب إليّ). ورجحه الطبري أيضًا.
(٥) حكاه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٠٩ عن بعض نحويِّ البصرة.
وانظر أيضًا إعراب القرآن للهمداني ٢/ ٥٥٣، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ١٨٤ - ١٨٦.


الصفحة التالية
Icon