والوصيلة والحام، فقال الله عز وجل: ﴿كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ﴾.
٥ - يذكر المصنف الأقوال والخلاف المروي في سبب نزول الآية، وربما يرجِّح ما يراه راجحًا مع التعليل وذكر الدليل:
فعند قوله تعالى: ﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ﴾ [البقرة: ١٠٨]: ذكر في نزول الآية قولًا لابن عباس، ومجاهد: أنَّها نزلت في عبد الله بن أمية المخزومي ورهطٍ من قريش، ثم قال: والصحيح إن شاء الله أنها نزلت في اليهود حين قالوا: يا محمد ائتنا بكتاب من السماء جملةً كما أتى موسى بالتوراة، لأنَّ هذِه السورة مدنية. وتصديق هذا القول: قوله عز وجل ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ﴾.
-وعند قوله تعالى ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: ٢١٤] ساق المؤلف الخلاف في سبب نزول هذِه الآية، فذكر أولًا قول قتادة والسدي أنها نزلت في غزوة الخندق.. ثم قال: وقيل: نزلت في حرب أحد.. وقال عطاء: لما دخل رسول الله - ﷺ - المدينة وأصحابه اشتد الضر عليهم؛ لأنهم خرجوا بلا مال، فأنزل الله تطبيبًا لقلوبهم ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ﴾.
- عند قوله عز وجل ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ [البقرة: ٢١٢] قال: قال بعضهم: نزلت هذِه الآية في مشركي العرب أبي جهل وأصحابه.. وهذا معنى رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وقال مقاتل: نزلت في المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه، وقال عطاء: