﴿أَنْ يَفْتِنَهُمْ﴾ أن يصرفهم عن دينهم (١)، ولم يقل: يفتنوهم؛ لأنه أخبر عن فرعون وقومه؛ وقومه كانوا على مثل ما كان عليه (٢).
﴿وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ﴾ متكبر (٣) ﴿فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾ المجاوزين الحد؛ لأنه كان عبدًا فادّعى الربوبية (٤).
٨٤ - ﴿وَقَالَ مُوسَى﴾
لمؤمني قومه ﴿يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾.
٨٥ - ﴿فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا﴾
ثم دعوا، فقالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾
قال أبو مجلز وأبو الضحى: يعني لا تظهرهم علينا، فيروا أنهم خيرٌ منّا، فيزدادوا طغيانًا (٥).

= وزاد القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٦٩ وجهين آخرين: أحدهما: أن فرعون لما كان جبارًا أخبر عنه بفعل الجميع. الثاني: أن تكون الجماعة سميت بفرعون مثل: ثمود.
(١) "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٥١، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٤٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٣٧٠.
(٢) قاله الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٥١، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ١٤٦، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٥٣.
(٣) "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٥١.
(٤) "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٤٦، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٥٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٦/ ٣٧٠.
(٥) أسنده عنهما الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٥٢، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٧٦، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٤٤٦، وابن =


الصفحة التالية
Icon