١٠٨ - وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ}
من نصرك وقهر أعدائك وإظهار دينه ﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾.
قال أنس: لما نزلت هذِه الآية جمع رسول الله - ﷺ - الأنصار، ولم يجمع غيرهم، فقال: "إنكم ستجدون بعدي أَثَرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" قال أنس: فلم يصبروا (١)، فأمرهم بالصبر كما أمره الله تعالى به.
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب: لما قدم معاوية المدينة تلقته الأنصار، وتخلّف أبو قتادة، فدخل عليه بعد، فقال: مالك لم تتلقنا؟ قال: لم تكن عندنا دواب، قال: فأين النواضح؟ قال: قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، وقد قال - ﷺ - يوم بدر: "يا معشر الأنصار إنكم ستلقون بعدي أَثَرة" قال معاوية: فماذا قال: قال رسول الله - ﷺ -: "فاصبروا حتى تلقوني"، قال: فاصبروا، قال: إذًا نصبر.
وفي ذلك قال عبد الرحمن بن حسان بن ثابت:
ألا أبلِغْ مُعَاويةَ بنَ حَربٍ | أميرَ المؤمنينَ نَثَا كلامِ |
(١) أخرجه البخاري في المغازي، باب غزوة الطائف (٤٣٣١) مطولًا، وهذا آخره. وليس فيه ذكر نزول الآية.