٦٠ - ﴿وَأُتْبِعُوا﴾
وأردفوا (١) وألحقوا (٢) ﴿فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً﴾ طَرْدًا وبُعْدًا وعذابًا وهلاكًا. ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ أي: وفي يوم القيامة أَيضًا، كما لعنوا في الدنيا والآخرة.
﴿أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ﴾ أي: بربهم كما يقال: شَكَرْتُه وشَكَرْتُ لَه، وكَفَرْتُه وكَفَرْتُ به، ونَصَحْتُه ونَصَحْتُ لَه (٣).
وقيل: معناه: كفروا نعمة ربهم (٤).
﴿أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ﴾ للبعد معنيان (٥):
أحدهما: البعد ضِدُّ القُرْب، ويقال منه: بَعُد يَبْعُد بُعْدًا.
والثاني: بمعنى الهلاك، ويقال منه: بَعِدَ يَبْعَدُ بُعْدًا.

(١) قاله ابن حبيب في "تفسيره" (١٠٨ ب).
(٢) قاله مجاهد، كما في "تفسير ابن حبيب" (١٠٨ ب)، وقاله النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٣٦٠.
(٣) تَعَدى الفعل كفر بغير حرف جر؛ لأنه ضُمِّن معنى جحد. انظر: "إملاء ما من به الرَّحْمَن" للعكبري ٢/ ٧٠٤، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٧/ ٣٢٨، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٢٣٥، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٣٤٥.
(٤) ذكر القولين الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٢٠، والعكبري في "إملاء ما من به الرَّحْمَن" للعكبري ٢/ ٧٠٤، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٩/ ٥٥.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٢/ ٣٤٥ (بعد)، "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٨٩ (بعد)، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٥٩، "تفسير ابن حبيب" (١٠٩ أ).


الصفحة التالية
Icon