٣٣ - ﴿قَالَ﴾
فقال: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ﴾ أي: يا رب، نداء مضاف ﴿السِّجْنُ﴾: المحبس.
قراءة العامة بكسر السين على الاسم، وقرأ يعقوب بفتح السين على المصدر (١) يعني: الحبس أحب إليَّ ﴿مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾.
ثم علم أنه لا يعتصم (٢) إلَّا بعصمة الله فقال: ﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ﴾ أَمِل (٣) إليهنّ وأُتابِعهنّ، يقال: صبَا فُلانٌ إلى كذا يَصبُوا صَبْوًا صبوةً (٤)، إذا مال واشتاق إليه (٥).
قال يزيد بن ضبة (٦):

إلى هِنْدٍ صَبَا قَلْبِي وهِنْدٌ مِثْلُها يُصْبِي (٧)
﴿وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾.
(١) انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران (٢٤٦)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٩٥، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (٢٦٤).
(٢) في (ن): يستعصم.
(٣) قاله ابن عباس كما في "البسيط" للواحدي (١٢٠ أ)، وهو قول الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٨٩، وانظر: "النكت والعيون" للماوردي ٣/ ٤٣.
(٤) من (ك): وفي (ن): يصبو صبوة.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١٢/ ٢٥٥ (صبو)، "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٤٥١ صبا.
(٦) يزيد بن مقسم الثقفي مولاهم، الطائفي، ينسب إلى أمه ضبة.
(٧) في (ك): تصبي.


الصفحة التالية
Icon