لك (١): ما استحييت منِّي إذ (٢) استشفعت بالآدميين، فوعزتي لألبثنك في السجن بضعَ سنين! قال يوسف: وهو في ذلك عَني راضٍ؟ قال: نعم قال: إذًا لا أبالي!
وقال كعب: قال جبريل -عليه السلام- ليوسف -عليه السلام-: إنّ الله تعالى يقول: مَن خَلَقَكَ؟ قال: الله تعالى. قال: فمن حَبَّبَكَ إلى أبيك؟ قال: الله تعالى. قال: فَمَن أَلْبَسَكَ في البئر وأنت عريان؟ قال؟ الله. قال: فَمَن نَجَّاكَ مِنَ كَرْبِ البئر؟ قال: الله. قال: فَمَن عَلَّمَكَ تأويل الرؤيا؟ قال: الله. قال: فَكَيْفَ اسْتَشْفَعْتَ بآدمي مثلك (٣)؟ !
فلما انقضت سبع سنين، قال الكلبي: وهذِه السبع سوى الخمسة التي كانت قبل ذلك (٤).
٤٣ - ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ﴾.
ولما دنا فرجُ يوسف، رأى ملكُ مصر الأكبر رؤيا عجيبةً هالته، وذلك أَنَّه رأى سبع بقرات سمان خرجن من نهر يابس، وسبع بقرات عجاف، أي: مَهَازِيْل، فابتلعت العجافُ السمانَ فدخلت في بطونهنَّ، فلم يَرَ منهنَّ شيئًا، ورأى سبع سنبلات خضر

(١) ساقطة من (ن).
(٢) ساقطة من (ك).
(٣) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١٢٠ ب)، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٤٥.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٤٥.


الصفحة التالية
Icon