﴿إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ﴾ تحرزون وتخزنون (١) وتدخرون (٢).
٤٩ - ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾
وهذا خبر من يوسف -عليه السلام- عَمَّا لم يكن في رؤيا الملك، ولكنّه من علم الغيب الذي آتاه الله -عز وجل-، كما قال قتادة: زاده الله علم سنةٍ لم يسألوه عنها (٣).
فقال ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ﴾ أي: يُمْطَرونَ من الغيث: وهو المطر (٤)، وقيل: يُنْقَذون (٥)، من قول العرب: اسْتَغَثْتُ فُلانًا فَأَغَاثَنِي.
﴿وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾ وقرأها أهل الكوفة إلَّا عاصمًا (تعصرون) بالتاء؛ لأن الكلام كله بالخطاب. وقرأ الباقون بالياء، ردًّا إلى

(١) ساقطة من (ك).
(٢) قاله الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ١٢٨ - بعد أن نقل عن جماعة من المفسرين تفسير ﴿تُحْصِنُونَ﴾ -: وهذِه الأقوال في قوله (تحصون) وإن اختلفت ألفاظ قائليها فيه، فإن معانيها متقاربة..
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٣٢٤، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ١٢٨، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٣/ ٤١.
(٤) قاله ابن عباس وقتادة ومجاهد والضحاك، أخرجه عنهم الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ١٢٩، وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" عن قتادة ٧/ ٢١٥٤، ونسبه ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٧/ ٥٢٩ إلى جمهور المفسرين.
وانظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٨/ ١٧٦ (غوث).
(٥) انظر: "البسيط" للواحدي (١٢٨ أ)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٧/ ٥٢٩، "تهذيب اللغة" للأزهري ٨/ ١٧٦ (غوث).


الصفحة التالية
Icon