﴿وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ يعني: ظلال الساجدين طوعًا أو كرهًا يسجد لله حتى بقي ظل أحدهم عن يمينه أو شماله، قاله ابن عباس (١). نظيرها في النحل (٢).
قال الكلبي: إذا سجد بالغدو أو العشيّ سجد معه ظله (٣). وقاله مجاهد: ظل المؤمن يسجد طوعًا وهو طائع، وظل الكافر يسجد طوعًا وهو كاره (٤).
والآصال: جمع أُصُل، والأُصُل: جمع الأَصِيْل، وهو العَشِيّ: ما بين العصر إلى غروب الشمس (٥)
١٦ - قوله تعالى ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
أي: خالقهما ومدبرهما ﴿فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ﴾ (٦) ولابد لهم من ذلك فإذا

= والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٠٣، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٠٢.
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٠٤، وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٠٢.
(٢) يريد قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (٤٨)﴾ النحل: ٤٨.
(٣) لم أجده عند غير المصنف.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٠٤، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٠١، وحكاه عنه الواحدي في "الوسيط" ٣/ ١١.
(٥) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٣٣٩، "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ١٦ (أصل)، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٠٥، "بحر العلوم" للسيوطي ٢/ ١٨٩.
(٦) يونس: ٣١.


الصفحة التالية
Icon