له وشرطت عليه أن لا ينزل، وذكر الحديث في صفة (١) مقام إبراهيم، وقد مضت هذِه القصة في سورة البقرة (٢)، قوله عز وجل ﴿رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي﴾ تنزع وتميل وتشتاق ﴿إِلَيْهِمْ﴾ وهذا دعاء منه عليه السلام لهم بأن يرزقهم الله (٣) حج بيته الحرام، وقال سعيد بن جبير: لو قال (٤): أفئدة الناس تهوي إليهم لحجت اليهود والنصارى والمجوس، ولكنه قال: ﴿أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ﴾ فهم المسلمون، وقال مجاهد (٥) لو (قال: أفئدة الناس، لازدحمت عليه فارس والروم والترك والهند ولكنه) (٦) قال: ﴿وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾ ما رزقت سكان القرى ذوات المياه ﴿لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.
٣٨ - قوله عز وجل (٧): ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ﴾
من جميع أمورنا، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - ومقاتل: من الوجد بإسماعيل وأنه حيث أسكنتهما بوادٍ غير ذي زرع {وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ
(٢) في الأصل، (م): آل عمران.
(٣) هكذا في (م) بذكر الاسم الجليل.
(٤) في (م): قيل.
(٥) أسند الطبري إليهما هذين القولين إلا أنه لم يذكر في قول مجاهد: الترك والهند، بل أسند إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: لو كان إبراهيم قال: فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لحجه اليهود والنصارى والناس كلهم، ولكنه قال: ﴿أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ﴾ "جامع البيان" ١٣/ ٢٣٣ - ٢٣٤.
(٦) سقط من (م).
(٧) من (م).