شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} قال بعضهم هذا كله (١) قول إبراهيم عليه السلام، وقال الآخرون: قال الله عز وجل ﴿وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ﴾ الآية (٢).
٣٩ - ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي﴾
أعطاني ﴿عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما: ولد إسماعيل لإبراهيم عليهما السلام وهو ابن تسع وتسعين سنة، وولد إسحاق عليه السلام وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة، وقال سعيد بن جبير (٣): بُشِرَ إبراهيم عليه السلام بإسحاق بعد سبع عشرة ومائة سنة.
٤٠ - ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾
أيضًا فاجعلهم مقيمي الصلاة ﴿رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾.
قال المفسرون: عملي وعبادتي، نظيره قول النبي - ﷺ -: "الدعاء مخ العبادة" ثم قرأ ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (٦٠)﴾ (٤) " فسمى الدعاء عبادة.
(٢) كذلك ذكر البغوي فقال بعد قوله تعالى: ﴿وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ قيل: هذا كله قول إبراهيم عليه السلام متصل بما قبله، وقال الأكثرون: يقول الله عز وجل: ﴿وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٥٧.
(٣) ذكر البغوي القولين، قول ابن عباس، وابن جبير "معالم التنزيل".
(٤) غافر: ٦٠، وحديث "الدعاء منع العبادة" أخرجه الترمذي في أبواب الدعوات، باب فضل الدعاء (٣٣٧١)، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا ومختصرًا وقال: لا نعرفه إلا =