وقال مجاهد وإبراهيم: أراد بها (١) جميع النجوم فمنها ما يكون علامات ومنها ما يهتدون به (٢) وقال السدي (٣): يعني الثريا وبنات نعش والفرقدين والجدي، يهتدون بها إلى الطريق والقبلة وقال قتادة: إنما خلق الله النجوم لثلاثة أشياء: لتكون زينة للسماء ومعالم الطرق ورجومًا للشياطين، فمن قال غير هذا فقد (قال برأيه و) (٤) تكلف ما لا علم له به.
١٧ - قوله عز وجل: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ﴾
يعني: الله عز وجل: ﴿كَمَنْ لَا يَخْلُقُ﴾ يعني: الأصنام ﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (١٧)﴾، نظيرها قول الله تعالى: ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ

(١) في (أ): بهما.
(٢) أسند الطبري إليهما كذلك في "جامع البيان" ١٤/ ٩١، والبغوي ذلك عن مجاهد كذلك تعليقًا. "معالم التنزيل" ٥/ ١٣.
(٣) علق البغوي قول السدي في "معالم التنزيل" ٣/ ٦٤ وذكر الطبري نحو هذا ولم ينسب إلى أحد.
(٤) سقط من "معالم التنزيل" للبغوي، وفي (أ): ضل رأيه.
وأسند الطبري بلفظ: والعلامات: النجوم وأن الله تبارك وتعالى إنما خلق هذِه النجوم لثلاث خصلات: جعلها زينة للسماء، وجعلها يهتدى بها، وجعلها رجومًا للشياطين، فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد رأيه، وأخطأ حظه وأضاع نصيبه وكلف ما لا علم له به. "جامع البيان" ٩١/ ١٤ - ٩٢.
وذكر الإمام البخاري تعليقًا: وقال قتادة {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ [الملك: ٥] خلق هذِه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدي بها فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به، كتاب بدء الخلق، باب في النجوم.


الصفحة التالية
Icon