خوف الفقر وإقرارًا على أنفسهم بالبخل، كقول رسول الله - ﷺ -: "أكبر الكبائر أن تجعل لله نذًا وهو خلقك، ثم أن تقتل ولدك خشية (أن يأكل) (١) معك ثم أن تزني بحليلة جارك) (٢) " ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾ الصفة (٣) العليا وهي التوحيد والإخلاص.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (مثل السوء) (٤): النار، والمثل الأعلى شهادة أن لا إله إلَّا الله ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
٦١ - قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ﴾
فيعاجلهم بالعقوبة على كفرهم وعصيانهم ﴿مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا﴾ أي: على

(١) في (ز): أن لا يأكل، وفي الصحيحين: أن يطعم.
(٢) متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - ﷺ -: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: "أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك"، قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: "وأن تقتل ولدك تخاف -خشية- أن يطعم معك" قلت: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك" رواه البخاري في كتاب التفسير، باب قوله تعالى ﴿فَلَا تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٢] (٤٤٧٧)، وفي تفسير سورة الفرقان (٤٧٦١) بزيادة قول الراوي: ونزلت هذِه الآية تصديقًا، لقول رسول الله - ﷺ - ﴿وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ﴾ [الفرقان: ٦٨] ورواه الإمام مسلم في كتاب الإيمان، باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده (٨٦).
(٣) في (ز): الصفات.
(٤) في (ز): المثل السوء، ولم أعلم أحدًا أسند هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وإنما أسند الطبري وغيره إلى قتادة تفسير (المثل الأعلى) بشهادة أن لا إله إلَّا الله. انظر "جامع البيان" ١٤/ ١٢٥.


الصفحة التالية
Icon