وقال الآخرون (١): معناه: إذ لابتغوا إليه سبيلا ليقهروه ويزيلوا ملكه كفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض، ثم نزَّه نفسه تعالى عز من قائل:
٤٣ - ﴿عَمَّا يَقُولُونَ﴾
(قرأ بالتاء) (٢) الأعمش وحمزة والكسائي، واختاره أبو عبيد، وغيرهم (٣) بالياء ﴿عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ ولم يقل: تعاليا كقوله تعالى: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾ (٤).
٤٤ - قوله عز وجل: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ﴾
قرأ الحسن وأبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وحفص بالتاء، وغيرهم (٥) يسبح (٦) بالياء، واختاره أبو عبيد، للحائل بين الفعل وبين التأنيث، ومعنى التسبيح: التنزيه والطاعة والإقرار لله تعالى بالربوبية، وكونه دالة على وجوده وتوحيده ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ قال ابن

(١) نسب ابن الجوزي هذا القول إلى الحسن وسعيد بن جبير في "زاد المسير" تعليقًا، والبغوي أيضًا ذكره بلا نسبة، وجعله أصح القولين، فانظر "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٩٥.
(٢) في (ز): بالتاء قرأ.
(٣) وهم نافع وأبو عمرو بن العلاء وعبد الله بن عامر وشعبة رحمهم الله. "الوافي" (ص ٣٠٩).
(٤) المزمل: ٨.
(٥) وهم نافع وأبو عمرو بن العلاء، وعبد الله بن عامر وشعبة رحمهم الله. "الوافي" (٣٠٩).
(٦) من (ز).


الصفحة التالية
Icon