جديدًا بعد الموت ﴿قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ﴾ خلقكم ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ﴾ أي: يحرّكونها إذا قلت لهم ذلك متعجبين منها مستهزئين بها، يقال: نغضت سنّه، أي: تحركت فانقلعت من أصلها، قال الراجز:
ونغضت من هرم أسنانها
وقال آخر:
لما رأتني أنغضت إلى الرأسا
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ يعني هو قريب؛ لأن عسى من الله عز وجل واجب، نظيره قوله تعالى ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾ و ﴿لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيب﴾.
٥٢ - قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ﴾
أي (١) من قبوركم إلى موقف القيامة ﴿فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ﴾ قال ابن عباس (٢) رضي الله عنهما: بأمره، وقال قتادة (٣): بمعرفته وطاعته، وقال (٤) غيره: (يحمدونه حيث لا ينفعهم) (٥) الحمد ﴿وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ﴾ في الدنيا وفي قبوركم ﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾.

(١) من (ز).
(٢) هكذا أسند الطبري رحمه الله في "جامع البيان" ١٥/ ١٠١.
(٣) أسند إليه الطبري في المرجع نفسه.
(٤) ساقطة من (ز).
(٥) في (أ): يحمدونه حيث لا ينفعكم، وفي (ز): تحمدونه، وفي (م): يحمدونه حتى لا ينفعهم.


الصفحة التالية
Icon