أبو حاتم؛ لأن الينبوع واحد، والباقون بالتشديد على التفعيل، واختاره أبو عبيد، ولم يختلفوا في الثانية أنها مشددة لأجل الأنهار؛ لأنها جمع، والتشديد يدل على التكثير ﴿مِنَ الْأَرْضِ﴾ يعني: أرض مكة ﴿يَنْبُوعًا﴾ عيونًا، وهو يفعول من نبع الماء.
٩١ - ﴿أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ﴾
بستان ﴿مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا﴾ وسطها ﴿تَفْجِيرًا﴾ تشقيقا.
٩٢ - ﴿أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا﴾
قرأ أكثر أهل العراق (وهم: أبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي) (١) بسكون السين، أي: قطعًا، جمع كسفة وهو جمع للكثير مثل تمرة وتمر، وسدرة وسدر، تقول العرب: أعطني كسفة من هذا الثوب، أي: قطعة، ويقال: جاءنا بثريد كسف، أي: قطع خبز، وقيل: أراد: جانبًا، وقرأ الباقون بفتح السين، وهو القطع أيضًا، جمع القليل للكسفة ﴿أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا﴾ قال ابن عباس (٢) -رضي الله عنهما-: كفيلا.

(١) زيادة من (ز). وأبو عمرو زبان بن العلاء المازني البصري، وعبد الله بن كثير المكي، وكذلك حمزة والكسائي أيضًا قد عُرّفا.
(٢) ذكر ابن الجوزي: كفيلًا أنك رسولا، قاله أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما. "زاد المسير" ٥/ ٨٨.
وحكى البغوي بلفظ: كفيلا، أي: يكفلون بما تقول. "معالم التنزيل" ٥/ ١٣٠.


الصفحة التالية
Icon