قال: كالبُرُدِ الحِبَرةِ (١) (٢) طريقة سوداء وطريقة حمراء. قال: "قد رأيته" (٣).
٩٨ - قوله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قَالَ هَذَا﴾
قال ذو القرنين لما فرغ من بنائه: هذا، يعني: هذا السد (٤) ﴿رَحْمَةٌ﴾ نعمة ﴿مِنْ رَبِّي﴾ فلذلك لم يقل: هذِه ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ﴾ (قرأ أهل الكوفة ﴿دَكَّاءَ﴾) (٥) يعني: ملتزقًا مستويًا بالأرض، من قولهم: ناقة دكاء أي مستوية الظهر لا سنام لها (٦)، ومن قرأ (دكًّا) بلا مد فمعناه مدكوك (٧) ﴿وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾.

(١) في (ز): الحبر، وفي "جامع البيان" للطبري و"الدر المنثور" للسيوطي المحبر.
(٢) البرد: ضرب من الملابس، والحبرة: ضرب من برود اليمن يقال: بُرْدُ حِبَرَةٍ وليس حبرة بلدًا إنما هو وشيٌ، انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ١٥٩ (حبر).
(٣) رواه عنه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٢٣. وابن مردويه كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٤٥١.
(٤) ذكره الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٢٧، والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٢٠٥، والأخفش في "معاني القرآن" ٢/ ٣٩٩ وعند الزجاج في "معاني القرآن" ٣/ ٣١٢، والنحاس في "معاني القرآن" ٤/ ٢٩٦ هذا التمكين.
(٥) زيادة من (ب)، وانظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٤٠٢)، "التيسير" (ص ١١٩)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٤٢ أو الكوفيون: حمزة وعاصم والكسائي.
(٦) "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٢٧، "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٢٩٦ "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (٢٧١).
(٧) "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٢٠٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٦٣، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٤١٥.


الصفحة التالية
Icon