عن أبي الطفيل (١) - رضي الله عنه - قال: سأل عبد الله بن الكَوّاء (٢) عليًّا - رضي الله عنه - عن قوله: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ قال: أنتم يَا أهل حروراء (٣).
﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ أي يظنون أنَّهم بفعلهم مطيعون محسنون.
١٠٥ - قوله عَزَّ وَجَلَّ ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾
فبطلت وذهبت ﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾.
قال أبو سعيد الخُدرِيّ - رضي الله عنه -: يأتي أناس يوم القيامة بأعمال هي عندهم في العظم كجبال تهامة، فإذا وزنوها لم تزن شيئًا، فذلك قوله تعالى: ﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾ (٤).

(١) عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو، الليثيّ الكناني، أبو الطفيل الصحابي، مات سنة ١١٠ هـ وهو آخر الصَّحَابَة موتًا.
"الإصابة" لابن حجر ٣/ ١١٤، "تهذيب الكمال" للمزي ٤/ ٣٨، "تقريب التهذيب" لابن حجر (ص ٤٧٨).
(٢) عبد الله بن الكواء كان أحد زعماء الخوارج الذين خرجوا على علي - رضي الله عنه - وكان من الذين جادلهم ابن عباس، وقد رجع منهم أربعة آلاف تائبين وكان ابن الكواء منهم. "تاريخ الإِسلام" للذهبي (٣/ ٥٩١)، "مجمع الزوائد" للهيثمي ٦/ ٢٣٦.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ: الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٣ - ٣٤ وأخرجه أَيضًا بلفظ: أَنْتَ وأصحابك، وبلفظ: ويلك، أهل حروراء منهم. وقد رواه بهذا اللفظ الأخير عبد الرَّزّاق في "تفسير القرآن" ١/ ٣٤٨ ورواه من طريقه الطبري.
قال ابن حجر رحمه الله: وليس الذي قاله علي ببعيد، لأن اللفظ يتناوله وإن كان السبب مخصوصًا، "فتح الباري" ٨/ ٤٢٥.
(٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٢١١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٦٦.


الصفحة التالية
Icon