التلاوة حتى يتكلم النبي - ﷺ - بأوله حرصًا منه على ما كان ينزل عليه وشفقة على القرآن مخافة الانفلات والنسيان، فنهاه الله (تعالى وقال ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ﴾ أي: بقراءة القرآن) (١).
﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ من قبل أن يفرغ جبريل من تلاوته عليك (٢).
﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ بالقرآن أي: فهمًا (٣). وقيل: حفظًا (٤)، ونظيرها قوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦)﴾ (٥).
١١٥ - ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ﴾
يقول الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: وإن يضيع هؤلاء الذين نصرّف لهم في القرآن الوعيد (٦) عهدي ويخالفوا أمري ويتركوا طاعتي فقديمًا فعل ذلك أبوهم آدم -عليه السلام- حيث عهدنا إليه أي: أمرناه وأوصيناه فنسي وترك الأمر والعهد (٧)، نظيره قوله
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٢٩٧، بنحوه، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ٢٨٢، بنحوه.
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٢٩٧، بنحوه.
(٤) انظر: "تفسير أبي القاسم الحبيبي" (ص ١٨٧).
وكلا القولين بمعنى واحد.
(٥) القيامة: ١٦.
(٦) ساقطة من (ب).
(٧) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٢٢٠، بنحوه.