وكان ابن عباس يقول: إنما كانت رسالة يونس بعدما نبذه الحوت، ودليل هذا القول أن الله تعالى ذكر قصة يونس في سورة الصافات (١) ثم عقبها بقوله (٢) ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)﴾ (٣) (٤).
وقال الآخرون: بل كانت قصة الحوت بعد دعائه قومه وتبليغهم رسالة ربه كما ذكرناه ذكره (٥).
٨٨ - قوله عز وجل: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨)﴾
من كربهم إذا استغاثوا بنا ودعونا (٦).
روى علي بن زيد (٧)، عن سعيد بن المسيب (٨)، قال: سمعت (٩)

(١) الصافات: ١٣٩ - ١٤٨.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) الصافات: ١٤٧.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ١٠٥، وإسناده ضعيف.
والأثر ذكره المصنف في "عرائس المجالس" (ص ٢٨٤)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٣٥٢، والخازن في "لباب التأويل" ٣/ ٣٢٠.
(٥) أقوالهم تقدمت، وهذا القول هو الراجح؛ لأنه إنما خرج مغاضبًا على قومه لعدم استجابتهم لأمر ربهم.
(٦) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٧/ ٨١، بنحوه، "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٥٢، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ٣٢٠.
(٧) ابن جدعان، ضعيف.
(٨) أحد العلماء الأثبات، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل.
(٩) في (ج): عن سعد.


الصفحة التالية
Icon