٥٦ - ﴿نُسَارِعُ﴾
نسابق ﴿لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ ومجاز الآية: أيحسبون ذلك مسارعةً لهم منّا في الخيرات.
وقرأ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرة (١) (يُسارَع) على ما لم يُسمّ فاعله (٢)، والصواب قراءة العامة لقوله ﴿نُمِدُّهُمْ﴾ (٣).
﴿بَلْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ أن ذلك استدراج لهم (٤)، ثم بين المسارعين إلى

(١) في (م)، (ح): بكر وهو خطأ.
(٢) وهي قراءة شاذة. أخرجها الطبري في "جامع البيان" عنه ١٨/ ٣١، ثم قال وكأنه وجه بقراءته ذلك كذلك إلى أن تأويله يسارع لهم إمدادنا إياهم بالمال والبنين في الخيرات.
وانظر: "المحتسب" لابن جني ٢/ ٩٤، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (١٠٠)، "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ٢/ ١٦٠، "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٤٦٧، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٦، "زاد السير" لابن الجوزي ٥/ ٤٧٩، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٣٧٨.
(٣) وقراءة العامة ﴿نُسَارِعُ﴾ بالنُّون والألف. قال في "المحتسب" لابن جني ٢/ ٩٤: وعلى قراءة الكافة إلَّا عبد الرَّحْمَن ضمير محذوف أي: أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم به في الخيرات فحذفت (به) للعلم بها.. فكأن (به). المتقدمة في الصلة من قوله ﴿نُمِدُّهُمْ بِهِ﴾ صارت عوضًا من اللفظ بها ثانية. وقد نقل القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٢/ ١٣١ ترجيح المصنف لهذِه القراءة.
(٤) فهو استدراج وليزدادوا إثمًا، كما جاء ذلك في آيات أخر، قال تعالى: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [القلم: ٤٤ - ٤٥]، وقال: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (١٧٨)﴾ [آل عمران: ١٧٨].


الصفحة التالية
Icon